الشاعر صالح محسن الجهني

ازرع بقلبك أزهارا وريحانا = واسْقِهِ رحمة الرحمن قرآنا

2018-11-04

ازرع بقلبك أزهارا وريحانا = واسْقِهِ رحمة الرحمن قرآنا

ازرعْ بقلبكَ أزهاراً وريحانا
   واسْقِهِ رحمةَ الرحمنِ قرآنا   

  واجعلهُ في روضةِ الآياتِ مبتهجاً   
وبهجةُ القلبِ أنواراً وفرقانا

واجعلهُ في معقلِ التعليمِ منشغلاً  
فالعلمُ للنفسِ نبراساً وعنوانا

  واجعلهُ في زحمةِ الأيامِ مغتنماً      
الصبرُ والحلمُ أطناباً وأشطانا

لا تشغلِ القلبَ بالدنيا وزخرفهَا
يتيهُ في غابةِ الأحزانِ حيرانا

لا تشغلِ القلبَ بالماضي وتجرحهُ
سلامةُ المرءِ رضواناً وسلوانا 

       اطلبْ له العلم حتى العقل يزدهرُ      
فالقلبُ للعقلِ والعينينِ ميدانا

ومسرحاً لخيالِ الفكرِ متسعاً
وما تَرَ العينَ أشكالاً وألواناً

مؤثراتٌ تؤثرُ في صفاوتهِ 
وأعظمُ الداءِ مشغولاً بما كانا

يمسي ويصبحُ مهموماً ومكتئباً
كأنهُ قلعةٌ يعلوها دخانا

صنْهُ بأكرمِ أخلاقٍ وأجمِلهَا
وما يليقُ بهِ عرقاً وشريانا

زنْهُ بما يكسي النبضاتِ زينتهَا
فالقلبُ للجسمِ محكوماً وسلطانا

إما على السوء للشيطان مرتعةً
أو في ظلالِ جلالِ اللهِ بستانا

جنبهُ أسوأ أمراضٍ تضرُ بهِ
كي لا يكونَ بيومِ الحشرِ خسرانا

فلمْ أرَ مثلَ داءِ الحقدِ مفسدةٌ
فهو الذي يشعلُ الأحشاءَ نيرانا

أساسُ كل بلاءٍ ابتلينا بهِ
وأسودُ القلبِ بالأحقادِ بركانا

لسانهُ الكذبُ والارجافُ مطلبهُ
وليسَ ذلكَ بينَ الناسِ إنسانا

ما أجملَ الحبَّ إنْ صدقتْ مشاعرنا
كذا المحبةُ أشواقاً وأشجانا

والعفو من أكرمِ الأخلاقِ منزلةً
وبلسمُ الروحِ عندَ اللهِ إحسانا

وأشرفُ الناسِ من صانوا جوارحهم
والصمتُ يكسو قلوبَ الناسِ تيجانا

واللهُ ينظرُ ما تُخفي سرائرنا
فنمْ سليماً فلا تخفى خفايانا

وكنْ بهدي رسولِ اللهِ مهتدياً
فهوَ البشيرُ وربُّ الكونِ مولانا

وكنْ بخُلُقِ حبيبِ اللهِ مقتدياً
كمْ حكمةٍ لشفاءِ القلبِ أوصانا

صالح محسن الجهني