الشاعر صالح محسن الجهني

قصيدة الديموقراطية

2014-08-12

قصيدة الديموقراطية

سَقَطَتْ دِيِموُقراَطيـةً  بالوحـلِ

موصوفـةً بالعلـمِ لا بالجهـلِ

وتمرغتْ به رغمَ أنفها  ليتهـا

كانـت دِيِموُقراَطيـةً  كالنحـلِ

أوحى إليهـا الله جـلَّ جلالـهُ

ومن الجبالِ بيوتُهـا  والنخـلِ

أكلتْ ومن كلِّ الثمارِ  طعامُهـا

ولربِّها سلكتْ عظيـمَ الفضـلِ

للناسِ أخرجَ من بُطونِها بلْسَماً

ألوانًـهُ شتـى كـزرعِ الحقـلِ

خيرَ الشرابِ ومن كريمٍ  منعـمٍ

فيـه الشفـاءُ ونافـعٌ  للعقـلِ

أينَ العقولُ المسكراتُ شرابُهـا

الخمرُ خدَّرهَـا عديـمَ الشكـلِ

دعمتْ بمالِها نازيـاً  متطرفـاً

غرَّتـهُ قبَّتُـهُ بغيـضَ النسـلِ

مسلوبةً في غيِّهـا  وضلالِهـا

وتظُـنُّ أنَّهـا منبـراً  للعـدلِ

تدعوا إلـى حُرِّيـةٍ أجْرَاسُهـا

قُرِعتْ وغَـزَّةُ ساحـةٌ  للقتـلِ

سَكَرَتْ عيونَها لم ترَ تدمِيرُهـا

وحِصَارُهـا ومجـازرٌ  للطفـلِ

وجرائمٌ في حقِ شعـبٍ أعـزلٍ

يَسْعى إلى التحريرِ منْ  محتـلِ

كلُّ الشُعُوبِ تحررَتْ  أوطانَهـا

إلا فلسطيـنَ الكريـمَ  الأصـلِ

يسعى إلى فكِ الحصارِ  بعزمـهِ

وجهادهِ جندُ الـردى  والعـزلِ

وصمودهِ في وجهِ محتلٍ طَغَـى

فالحرُ لا يرضى هـوانَ البغـلِ

اللهُ أَكرَمـهُ بخيـرِ  عطـائِـهِ

والحسنيينِ منَ العطاءِ  الجـزلِ

وعدٌ منَ الرحمنِ غَزَّةَ أصبـري

صبرَ السيوفَ على شديدِ الصقلِ

بالصَّفِ والإسراءِ نَصْرُكِ قـادمٌ

وعلى اليهودِ الرُّعبَ أَهلَ البخلِ

موسى تبرأَ منْ خبيثِ  فِعالِهـمْ

والأنبيـاءُ كذلِكـمْ ذاَ الكِـفـلِ

في سَبْتِهمْ وسُبَاتِهمْ عِبَـرٌ لنـا

بالسُحْتِ عاشوا للهوى والأكـلِ

القاتلـونَ الأَنبيَـاءَ بغـدرِهـم

الناكثـونَ عُهُودُهـمْ  بالحبـلِ

المدَّعونَ بِقتلهمْ عيسـى ومـا

قتلوهُ حقاً مـن كـرامِ الرسـلِ

عنْدَ الكريمِ مع الكـرامِ مكرمـاً

من آلِ عمرانَ لـوادي  النمـلِ

من آلِ إبراهيمَ خيرَ من اصطفى

نوحـاً وآدمَ كـل ذاتِ الحمـلِ

الصادقين الصابرين على  الأذى

ولربِّهمْ بذلـوا عظيـمَ  البـذلِ

المسلمين العامريـن  لأَرضِـهِ

ليسوا كمنْ سفكوا دماً  بالسهلِ

صهيونُ محتلٌ لمسرى  محمـدٍ

القُدْسِ والأقصى الفريدِ النصـلِ

سفكوا دماءَ المسلمينَ  بظلمِهمْ

في غيرِ حـقٍ قتلهُـمْ  للكهـلِ

قتلوا الطفولةَ قبلَ سنِّ بُلوغِهـا

حتـى النسـاءَ إبـادةٌ بالفعـلِ

من يقتلونَ الأنبيـاءَ ورسلِهـمْ

المعتـدونَ بجيشهِـمْ والرَّجـلِ

هذي عَقِيدتُهمْ وهـمْ  أعداؤُنـا

مستعمرون جزاؤهـمْ بالسحـلِ

مستوطنونَ بغيرِ حقٍ  أحرقُـوا

وطناً وأصبـحَ أهلـهُ بالمحـلِ

مستوطناتٌ يرغبـونَ  بأمنِهـا

عجباً لهمْ ليسـوا لـهُ بالأهـلِ

متغطرسونَ لكـلِ يـومٍ وقتـهُ

ولكـلِ طـاغٍ أنفـهُ بالـرمـلِ

مستكبرونَ بعدةٍ حـازوا  لهـا

تحطيمُـهُـمْ باللهِ لا بالـهـزلِ

ليسوا كعادٍ أو ثمـودَ وغيرهـا

ليسوا كفرعونَ بمـاءٍ  ضحـلِ

صهيونُ موعدُهُ قريبـاً عاجـلاً

سيرى دمـاراً مرعبـاً بالمثـلِ

أقوى من الزلزالِ فـي تدميـرهِ

من عالمٍ ميقاتِ يـومِ الفصـلِ

صالح محسن الجهني