الشاعر صالح محسن الجهني

قصيدة كل ابن آدم في الحياة عجول لشاعر القوات الجوية

2017-09-02

قصيدة كل ابن آدم في الحياة عجول لشاعر القوات الجوية

كلٌُ ابْنِ آدم

كلُّ ابْنِ آدمَ في الحياةِ عجولُ
والشرّحُ في هذا المُصابِ يطولُ

 

طبعٌ قديمٌ من وضيعِ طباعنَا
متوارَثٌ في ذاتنَا مجبولُ 

 

ومؤثرٌ في حالنَا ومآلنَا
والمرءُ عن أَفعالهِ مسؤولُ

 

تُبدي لهُ الأيامُ في دوراتهَا
أمراً ويحسبُ أَنهُ مقبولُ

 

يسعىٰ إليهِ على عُجالةِ أمرهِ
ما كلُّ ما يسعى لهُ مأمولُ

 

ما لمْ يكنْ متوكلاً ومخططاً
يجدِ العوائقَ ما لهنَّ حلولُ

 

ولرُبّمَا خسرَ الحياةَ بجهلهِ
والعلمُ نورٌ كمْ لهُ مدلولُ

 

سَلِمَ الذي حسبَ النتائجَ مثلمَا
أخذَ المشورةَ سيفهَا مسلولُ

 

ما غرهُ تدبيرهُ وفضولهُ
وتكبرٌ في رأيهِ معزولُ 

 

ما غرهُ أطماعهُ وذراعهُ
أو ضرَّهُ تفكيرهُ المشلولُ

 

كمْ منْ قرارٍ فاشلٍ متعثرٍ
أَسبابهُ عَجلٌ ودقُ طبولُ

 

وكذالكمْ تحليلهُ لم ينتهِ
ونقاشهُ والحاضرونُ خجولُ

 

إن التحاورَ للقرارِ نجاحهُ
كمْ منْ عقولٍ فوقهنَ عقولُ

 

لو كلُّ أصحابِ العقولِ تريثوا
كسبوا الرّهانَ وحيلهمْ مفتولُ

 

فازوا بكلِّ غنيمةٍ محمودةٍ
إنَّ الغنيمةَ أنْ تكونَ عدولُ

 

معَ كلِّ خلقِ اللهِ في أرضٍ لهُ
والخلقُ في صراعاتهَا مذهولُ

 

مما بها لتعجلٍ وترجلٍ
الحلمُ في جنباتهَا مقتولُ

 

والسِّلمُ في أركانهَا متوترٌ
وعلى كفوفِ عَجولهَا محمولُ

 

وعلى كُتوفِ الظالمين لخلقهِ 
يومَ الحسابِ مكفنٌ منقولُ

 

لو يعلمونَ الصبرَ لم يتعجلوا
والصبرُ كم حقنَ الدِّماءَ فعولُ

 

هذا وذكرُ اللهِ خيرُ صنيعنَا
ربحَ الذي في ذكرهِ مشغولُ

 

لمْ يتخذْ أُمَّ الندامةِ مذهباً
متأنياً وقرارهُ  معقولُ

 

صالح بن محسن الجهني