الشاعر صالح محسن الجهني

رعاةُ السلامِ كما يدعون ...  رعاةُ حروبٍ كبارُ البطون

2023-10-23

رعاةُ السلامِ كما يدعون ...  رعاةُ حروبٍ كبارُ البطون

رعاة السلام

رعاةُ السلامِ كما يدعون 
رعاةُ حروبٍ كبارُ البطون

رعاةُ الظلامِ رعاةُ الخصامِ 
ثمانون عاماً كما تعلمون 

وبعدَ انتصارٍ بحربٍ ضروسٍ
بأولى وأخرى وريبَ المنون

صاروا كما اليومَ نحنُ نراهم
كبارَ البطونِ وحمرَ العيون 

لهم مجلسٌ والقرارُ لخمسٍ
وعشرٍ حضورٌ ولا يطعنون 

أهلُ عقولٍ وأهلُ علومٍ
أهلُ اقتصادٍ عظيمَ الشؤون

أهلُ الصناعةِ والابتكارِ  
بشتى الحقولِ وشتى الفنون

أهلُ القيادةِ أهلُ الإدارةِ 
أهلُ السياسةِ أهلُ قانون

أهلُ الصحافةِ أهلُ الإذاعةِ
ضجَّ الفضاءُ بما ينشرون

أهلُ العمارةِ أهلُ السياحةِ 
أهلُ المسارحِ أهلُ السجون

أهلُ البوارجِ أهلُ المدارجِ
أهلُ البراري وأهلُ الحصون

كما أنهم أهلُ أقوى سلاحٍ
وحازوا سلاحاً يثيرُ الجنون 

ولكنهم رغم هذا وهذا 
وتلك المكاسبُ لا يعقلون 

رغمَ العقولِ على الجهلِ عاشوا
صمٌ وللحقِّ لا يسمعون 

ورغمَ العلومِ إلى الظلمِ ساروا 
عُمْيٌ وللنورِ لا يبصرون 

ورغمَ الثراءِ ذئابٌ جياعٌ
ولو يشبعُ الذئبُ لا يشبعون 

ورغمَ الصناعةِ رقم البطالةِ 
في ارتفاعٍ ورقمُ الديون 

فنونُ الإدارةِ كمْ ضيعوها
بشرِّ النوايا وشرِّ الظنون 

وروحُ السياسةِ كمْ زيفوها 
بإعلامِ زورٍ ولا يستحون 

يثيرُ النزاعاتِ شرقاً وغرباً 
واللهُ يعلمُ ما يصنعون 

وإن كانوا أقوى الجيوشِ جنوداً 
فللهِ جندٌ لهُ عابدون  

فكمْ أهلكَ اللهُ قوماً طغاةً 
وكمْ أهلكَ اللهُ متفرعنون

كانوا أشدَّ جنوداً وبأساً
منهم رعاعاً متصهينون

رعاةُ السلامِ رعاةُ الكلامِ 
وفي مجلسِ الأمنِ لا يفقهون 

هنالكَ حربٌ هنالكَ ظلمٌ 
وغزةُ تشكو ولا يسمعون 

وغزةُ تحتَ احتلالٍ وقصفٍ
وتحتَ الحصارِ ولا ينظرون 

متى ينظرون إليها وفيها ؟
جرائمُ حربٍ وبقرُ بطون  

ومنعُ المياهِ ومنعُ الوقودِ 
عن الناسِ جرمٌ ، ألا ترحمون ؟

ومنعُ الطعامِ ومنعُ الشرابِ
عن الناسِ جرمٌ ، ألا تنطقون ؟

وقتلٌ جماعيٌ بحقدٍ وظلمٍ
بأي قوانينكم تحكمون ؟

لديكم قوانينُ شرعٍ وعدلٍ
وواللهِ عن نصها تُسألون 

رعاةُ السلامِ إلى الرشدِ عودوا 
لعلَّ السلامُ الكريمُ يكون 

إذا كان أهلُ السلامِ كراماً
لصهيونَ والظلمِ لا يدعمون 

وإن كان أهلُ السلام عظاماً
الظلمَ والقهرَ لا يقبلون 

فهل قامَ أهلُ السلامَ جميعاً ؟
بوقفِ القتالِ ولجمِ الفتون 

وصهيونُ عاثت فساداً وفتكاً 
وقتلاً لشعبٍ ومنْ مدَّ عون !

وهدْمَ المشافي على ساكنِيها
وقتلاً شنيعاً لمن يسعفون 

فأين السلامُ وأين الكرامُ ؟
لردعِ احتلالٍ بشرِّ القرون

ويا ربِّ غزةُ تشكو إليكَ
ونعمَ المجيبُ لمنْ يسجدون 

وأنتَ القويُّ السميعُ البصيرُ
وأنتَ العليمُ بما يمكرون 

وعدتها نصركَ مهما يطولُ
الزمانُ ومهما طغى الظالمون 

فلسطينُ تشكو ووعدكَ حقٌ
ونصركَ نحنُ لهُ ناظرون

صالح محسن الجهني